دفع الزكاة لغير المسلمين

  • دفع الزكاة لغير المسلمين

    السؤال: بجواري يسكن بعض النصارى؛ وفي أغلب الأحيان أرى أنهم يستحقون الزكاة؛ فهل من الممكن صرف زكاة أموالي لهم أم لا ؟

     

    الجواب: اتفقت الأئمة على عدم جواز إعطاء الزكاة لغير المسلمين، فيما عدا المؤلفة قلوبهم –وهم الذين يرجى إيمانهم أو يخشى شرهم- وإن كان هناك خلاف في وجودهم الآن وفي جواز إعطائهم إن وجدوا، والدليل على عدم إعطاء الكفار من الزكاة قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث معاذ لما أرسله إلى اليمن: "صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم" والمقصود بهم أغنياء المسلمين وفقراؤهم دون غيرهم، رواه البخاري ومسلم، قال ابن المنذر: أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم أن الذمي لا يُعطَى من زكاة الأموال شيئًا.

    واختلفوا في زكاة الفطر فجوّزها أبو حنيفة، وعن عمرو بن ميمون وغيره أنهم كانوا يعطون منها الرهبان، وقال مالك والليث وأحمد وأبو ثور: لا يعطون

    لكن صدقة التطوع يجوز أن يُعطَى منها غير المسلم، لما صح من إجازة النبي -صلى الله عليه وسلم- لأسماء بنت أبي بكر أن تبر أمها وكانت مشركة، وقال لها: "صلي أمك"، ويؤيد هذا قوله تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ)، وقال تعالى (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)، فالآية مطلقة والأسير خاصة قد يبقى على دينه ولا يسلم، قالوا: ومنه إعطاء عمر صدقة لليهودي الذي وجده يسأل.

    وأختار أنه لا يجوز لك أيها السائل أن تعطي من زكاتك لغير المسلم، ويجوز أن تساعده بصدقة تطوع رعاية لحق الجوار.

    والله أعلم      

    ( فتوى للشيخ عطية صقر - رحمه الله- رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا)

  • Facebook Twitter Google+


© Copyright 2015 Algazaly association powered by TD.COM.EG