«إِنَّ فِى الْجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا »
فَقَامَ أَعْرَابِىٌّ فَقَالَ لِمَنْ هِىَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِمَنْ أَطَابَ الْكَلاَمَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ» أيها الإخوة المؤمنون أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم موعدنا بحول الله تعالى لنتحدث عن أدب من الآداب الاسلامية الرفيعة والتى إن دلت على شئ فإنما تدل على أن الإسلام يُعنَى أول ما يُعنَى بالأخلاق الكريمة الإسلام يدعو أول ما يدعو إلى الصفات الحميدة وإلى القيم النبيلة وإلى محاسن الأعمال يدعو إلى الصدق إلى الأمانة إلى عفة اللسان إلى عفة النفس إلى الأدب إلى الحياء .. وحديثنا فى يومنا هذا أيها المؤمنون عن أدب الحوار الذى يدور بين المسلم وبين أخيه المسلم عن أدب الحديث الذى يدور بين المسلم وبين زوجه وولده ويدور بين المسلم وبين الناس .. أيها الإخوة المؤمنون حرم الإسلام أذية المسلم لأخيه المسلم : ولو بكلمة ولو بغمزة ولو بلمزة وفى البيان النبوى يقول الحبيب النبى صلى الله عليه وسلم « إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ » إذا كنا ثلاثة فى بيت أو فى أى موضع فلا يحلُّ لرجلين منا أن يتحدثا ويتركا صاحبهما الثالث حتى لا يتلاعب به الشيطان فيسئ الظن بهما ويحسب أنهم يتحدثون عنه وإن ذلك يحزنه ويؤذيه واللهُ تعالى يكره أذى المؤمن } كما دل على ذلك حديث النبى صلى الله عليه وسلم قلت وأبلغ من هذا قول رب العالمين سبحانه { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } من آداب الحوار ومن آداب الحديث التى دعانا وأمرنا بها الإسلام : أن نعرض العبارة على عقولنا وعلى ضمائرنا قبل أن نتكلم بها , وقبل أن تخرج من ألسنتنا , ديننا يُلزمنا أيها المؤمنون أن ننتقى كلامنا قبل أن نتكلم به كما ننتقى أطايب الثمر .. يدعونا الإسلام إلى الكلمة الطيبة التى تجمع ولا تفرق والتى تؤلف ولا تنفر والتى تسر ولا تضر وبهذا الأسلوب الحكيم وصّى الله رسوله صلى الله عليه وسلم ووصّى الذين آمنوا إذا تحاور بعضهم مع بعض وإذا تحاوروا مع غير المسلمين فقال :{وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا }
من آداب الحوار ومن آداب الحديث التى دعانا وأمرنا بها الإسلام : أن نعرض العبارة على عقولنا وعلى ضمائرنا قبل أن نتكلم بها , وقبل أن تخرج من ألسنتنا , ديننا يُلزمنا أيها المؤمنون أن ننتقى كلامنا قبل أن نتكلم به كما ننتقى أطايب الثمر .. يدعونا الإسلام إلى الكلمة الطيبة التى تجمع ولا تفرق والتى تؤلف ولا تنفر والتى تسر ولا تضر وبهذا الأسلوب الحكيم وصّى الله رسوله صلى الله عليه وسلم ووصّى الذين آمنوا إذا تحاور بعضهم مع بعض وإذا تحاوروا مع غير المسلمين فقال :{وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا } بالحوار الهادئ بالحوار الهادف الرحيم الكريم : أخذ رسول الله بقلوب الناس إليه وحببهم فى رسالته ودعوته فما كان رسول الله ثرثاراً فى الكلام ولم يكن متشدقاً ولا متفيهقاً ولا مختالاً ولا متعالياً بل كان صلى الله عليه وسلم بشوش الوجه لبقاً سريع البديهة يختار ألفاظه وينتقى كلماته كما ينتقى أطايب الثمر كان صلى الله عليه وسلم يحاور الناس ويحدثهم حديث طالب الحق ولا شئ غير الحق لا يريد الظهور ولا يريد الغلبه لكنه يرجو ويأمل أن يكون الناس كل الناس على حال من الهدى والتقى وعلى حال العفاف والغنى لم يكن يرفع صوته , لم يكن يتجهم فى وجوه الناس , لم يكن يُعرض بوجهه عن الناس إن حدثوه بل كان يُقبل عليهم ويسمع لهم حتى يفرغوا من حديثهم أدباً وتواضعاً منه صلى الله عليه وسلم