السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بمناسبة يوم الحب ..اكتب هذه الخاطرة
طبعاً احنا بعد الثورة ..بقى كل الكلام بطعم الثورة...حتى الحب
و لكن برده حاولنا نهرب شوية من الثورة و السياسة و نتكلم عن الحب حتى لو كان بيننا و بين نفسنا او مع اهالينا ..عشان ننوع شوية ف حياتنا
و اكثر ما جذب انتباهي في هذه المقالات المتنوعه التى قراتها الفترة الماضيه عن الحب ..
و التى كانت باقلام نسائية طبعاً
هو ان المرأة ما زالت مستمرة في تمثيل دور الإستجداء لهذا الرجل " فارس الأحلام " الذي لا يأتى ابداً اللا ف الأساطير
انها تستجديه من خلال سيناريو " انا هنا يا ابن الحلال ..مش عايزة جاه و لا كتر مال " انها تفعل هذا اتوماتيكيا كالمنوم مغناطيسياً و هي لا تدري
فنجدها قد انتشرت بين مفرداتها عبارات اصبحت شهيرة جداً و محفوظة لدى الجميع تقريباً زي مثلاً
" مش عايزة منه غير وردة و بس "
و زي
" كفاية انه يفتكرنى و لو بكلمة ف اليوم ده "
و زي
انا عايزة رجل يتقي الله فيّا مش مهم حعيش إزاى و حعيش فين و بكام " ..الخ السيناريو
سواء اكان الحوار عن يوم الحب او حتى عن عيد الثورة طالما ف الحوار رجل و امرأة لابد ان نستمع لهذه الكلمات بشكل ما او بآخر
و كأن المرأة دائماً متهم بقفص الإتهام انها هذا المخلوق المادي البشع ..اللى عمال يحلف ليل و نهار انه برئ من هذه التهمه و بيحاول يبرا نفسه باى طريقة عشان يثبت ان صوابعك مش زي بعضها و ان في بنات و سيدات مش عايزة حاجه ابداً
و اسمحوا لى اختلف النهارده " بإسم الحب " مع هذه النظرية المادية البحته للامور
و اقول لكل بنت لأ متقوليش كده تاني ..و لا حتى بينك و بين نفسك
لأنه ف الواقع انتى عايزة منه كل حاجه ..و ده حقك الديني و الأدبى عليه ..قبل ما يكون مجتمعي
انتى لازم تعوزي كل حاجه اصلاً
امّا عن استخدامى كلمة " منه " في الجمله السابقة
لا اقصد بها فقط الرجل ....و انما والدك و والدتك او ولى امرك ..اخواتك ..ان كنتى متزوجه فأبناءك ..و عائلة زوجك و عائلتك ..و صديقاتك ف العمل ..و اقاربك
انتى عايزة من كل دول كل حاجه
مش بس انتى اللى عايزة ..هم كمان ...كل حد منهم عايز منك كل حاجه
لأن الموضوع ببساطة ...هو حب
احنا كلنا عايزين من بعض كل حاجه ..طول الوقت ..و ده حقنا على بعض ..بإسم الحب ..
حبنا لله سبحانه و تعالى اولاً و قبل كل شئ
مش عارفة ليه ف الفترة الأخيرة النبرة البخيلة اصبحت هي المسيطرة على علاقات الناس ببعض؟؟؟؟
...و تسلل هذا المرض للعلاقات المقدسة ...ففتت اخر امل للتواصل بين الأب و ابناءه ..الزوجه و زوجها ..الإخوات مع بعض
كل الناس بقت بخيلة على كل الناس ..كل الناس بقت بتستخسر ف كل الناس
تلاقي الأب شاري لكل حد من ابناءه شقة كبيرة ..و معيشهم في احسن مكان ..و متخرجين صيادلة و مهندسين و اطباء ..و جايب لهم وسايط عشان يشتغلوا ف شركات كبيرة برواتب ضخمه ....و ف الأخر
تيبجي بنته اللى مرتبها 4000 جنيه ف الشهر مثلاً بالواسطة اللى والدها مشغلها بيها ..تيجي ف يوم من الأيام يعني نفسها تروح للبيتزا فتشتري و هي مروحه ...فتقوم تعمل ايه ؟؟؟
البنت بتحاسب والدتها و والدتها و اخواتها عليها ..مش هاين عليها تعزمهم على بيتزا ب100 جنيه
و يلومها الأب ..و يمشي يحكي عنها للناس ...مش لأنه فقير ..لأنه ف الواقع هو اللى وصلها لهذا في رأى المتواضع ..
هو نفسه و انت بتتكلم معاه ..سهل تحس انك بتتكلم مع محفظة قديمة مقطعه بس حابسة الفلوس جواها كويس
فهو شخص منعدم الحس و المشاعر ..كل خطوة ف الحياة بالنسبة له فلوس ..اولاده بالنسبة له فلوس ..هو بالنسبة لهم فلوس ..و الدنيا في نظرة كلها فلوس
انا بكلمكم عن حوار دار بيني و بين نموذج من الأباء بالقدر ..الحمد لله انا معرفش هذا الأب معرفة شخصيه و بحمد ربنا فعلاً ..انى التقيته صدفة ..اللهم عافينا يا رب
و اللى اقصده من النموذج ده ايه
هو انى الفت انتباه البنت يا عيني المضحوك عليها ..و متصورة انها مذنبة طول الوقت و اقول لها
متحبسيش نفسك في شرنقة وهميه ..صنعوها ناس مريضة ..عشان يداروا بيها قبح عيوبهم
لأن الرجل او العريس اللى يبخل على زوجته بالعطاء في حدود امكانياته ..و يفضل يضغط عليها طول الوقت ..مش بس لأنه امكانياته صعبه و ممعهوش
زي ما بيدعي طول الوقت..و بيحاول يصورها لنفسها متوحشه و طماعه لو اتمنت حاجه
ف الواقع ان هذا الشاب البخيل عليكي بإهتمامه انه حتى يحوش حاجه مخصوصه عشان يعرف يهاديكي بيها ف اى مناسبه ..بيكون وراءه اسرة باكلمها تحمل هذا الفكر ..
فكر الإستخسار...
والدته تقول له " لا الهديه دي كتير عليها امسك ايدك لا تتنمرض عليك" بدل ما تقول له راعي ربنا فيها
والده يقول له " هي طالعة فيها على ايه ..احلى منها و اصغر منها و تقبل بأقل من كده " بدل ما يقول له دي بنتى و لو زعلتها حزعلك
اخته تقول له ..." خيرها بينك و بين طلباتها و اذا عاجبها على كده عاجبها ..مش عاجبها دي اماكنياتنا و تحمد ربنا و تشكر فضله اننا قبلنا بيها " بدل ما تقول له انا بحمد ربنا انه كرمنى بأخت جديدة و صديقة جميله ...
الخ الجمل الماديه
..التى لا تعبر اطلاقاً عن ضيق ذات اليد ..و انما ف واقع الأمر هو " ضيق ذات القلب " " ضيق ذات الرحمه " بقى صعب كتير نرحم بعض و نحط نفسنا مكان بعض ...بقي مستحيل " نحب الخير " لبعض ...بقى شئ اكتر من المستحيل بشوية اننا " نحب ندي لبعض " هدية "
..بقى واجب تقيل على قلوبنا لو مكانش لمصلحه عليا
ف الواقع علاقة البنت والرجل تأثرت بهذا الصراع المادي الذي التهم المشاعر و الظنون البريئةو حسن النوايا
يا عيني معادش من حقها تتمنى ان يجيب لها " دبدوب هدية " تعبيراً عن حبه ليها
دا لو حصل و لمحت له بكده من بعيد لبعيد يبقى لازم ناقوس الخطر يدق ف راسه على طول...اه الحق دي ماديه ..و شكلها داخله على طمع ..دي عايزة دبدوب يا عالم لو طاوعتها و اشتريته ليها بكره حتطلب منى ايه تاني ؟؟؟!!!؟؟؟؟
باربى و اللا سبونج بوب
و ده مش معناه ان العالم كله شرير في ناس كتير ولاد ناس من عائلات محترمه ..ممكن تكون امكانيتهم الماديه بسيطة او متواضعه ..بس الحقيقة مبيستخسروش ف بعض ..لا المشاعر ..و لا الإهتمام من القلب ..و لا حتى الهدايا تصوروا
..الناس دي عندها الأمرو سلسة و بسيطةو هادئة ..مفيش حسابات مريضة ...فكرة العطاء من اجل الآخر لا تثير في نفوسهم كل هذا الألم و القلق
..تلاقيهم " بيحبوا " يهادوا بعض ...حتى لو مش مدركين انها وصفة نبوية شريفة
حيث قال رسول الله عليه الصلاة و السلام ما معناه " تهادوا تحابوا " ....ناس "بيحبوا " يحطوا نفسهم مكان بعض ..
" بيحبوا "
الخير لبعض ....و هو ده الحب اللى احنا محتاجين نعمل له يوم و يومين و 20 يوم كمان خلال السنة
بس ف الواقع احنا مش محتاجين .. نحتفل بيه
لأ احنا محتاجين الأول نتعلمه
يعني الفلوس اللى انتى بتاخديها منه في شكل هديه بيقدمها لك او اى طلب بتطلبيه منه فبينفذه
او العكس ...يعني الهديه اللى بتقدميها له
كل ده مش غنيمه كل واحد فيكم ربحها من التاني و برافوا عليه طلع شاطر انه دفع التاني ..و غرامه فلوس
و انما هي رسائل محبه نتبادلها دون ارهاق للطرف الآخر
و الوسطية في تبادل هذه الرسائل هي المطلوبه فقط
ليس الإسراف و ليس البخل كما امرنا سبحانه و تعالى في القرأن الكريم حيث قال تعالي في سورة الإسراء
( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ( 29 ) )
." و زي ما بدأت حديثي للبنات ..اسمحوا لى برده اختمه معاهم و اقول لكل بنت ف الكون
تمنى ما تشائين بلا رهبه ..تمنى و لو بينك و بين نفسك ..
احلمى بالهدايا التى تريدين الحصول عليها في المناسبات المختلفه من شريك حياتك و من الأخرين جميعاً ..بلا خوف من ان يشار اليكي بإصبع الإتهام و يقولوا لك ماديه
"
متقوليش " انا مش عايزة منه اى حاجه ....بس هو يجي "
" لأ انتى عايزة ..و هو برده حيجي ..و حيفهمك صح ..
و الهدية اللى حيقدمهالك هي مش مجرد شوية فلوس حيغرمها ..
لان الهديه اللى والدك كان بيحيبها لك على سبيل المثال ف المناسبات المختلفه ...برده مكانتش مجرد فلوس ""
لأ دي كانت ذكريات جميله و اشياء لا تقدر بثمن ..ستحتفظين بها طوال حياتك ..ستقصين حولها القصص لكل معارفك و تقولين بفخر و حب و سعادة
هذه كان اشتراها لى أبى
انتى ايضاً مطالبة بالعطاء بقدر ما تحلمين به بالضبط ....فلو اردتى عطاء متميزاً من الآخرين ..عليكي بذل عطاء اكثر تميزاً للآخرين
اشتري لهم الورود التى يحبونها ..امنحيهم الهدايا التى يفضلونها
امّا انا عن نفسي فقد وزعت هدايا الحب بالفعل على من احبهم ...و تبقى اجمل و احب من اهديه كل ثانية ف عمري و كل نفس في قلبى انه أبى الحبيب ..
ترى ماذا سأقدم له من هدايا الحب؟؟؟
كنت قد صنعت مقال يوم الحب الماضي بعنوان " وردة على قبر أبى " يمكن كتير لم يقرأوا اللا العنوان فقط :) فظنوا اننى ذهبت يوم الحب و وضعت ورود على قبره
و لكنى كنت اقصد المعنيين ..اى المعنى المادي و هو وضع الورود على قبره بالفعل لأنه عاشق للورود و علمنى هذا
..و ايضاً المعنى الحسي و هو ان اهدي كل ما اكتبه من وحي "حبى لأبى " اهديه من اجله لوجه الله تعالى
و كل املى
ان ينتفع غيري بما اقول و اكتب لأكون صدقة أبى الجاريه رحمه الله و اسكنه الفردوس
لذلك سأعتبر خاطرتى هذه ..هي وردتى الثانيه التى اضعها فوق قبر أبى ..و هديتي التى اقدمها من اجله من وحي حبى له ..من وحي هدايا أبى ..
و وورود أبى التى ما زال عطرها في انفي و انا اكتب اليكم ..
من وحي ابتسامة أبى و كلماته الجميله عن الحب التى اراها مرتسمة بالهواء امام عيني و انا اكتب اليكم
يوم حب جميل ان شاء الله و يا رب كل ايامكم حب
حب لله سبحانه و تعالى ..حب للرسول عليه الصلاة و السلام ..حب للوطن ..
حب للأسرة و للخير و لكل القيم الجميله
شكراً
اختكم / منار ممدوح عقل