أعطى الله لسليمان -عليه السلام- مُلكاً عظيماً، وكان له سُلطانٌ على الريح، والحيوانات، والجنّ، وغيرها من المخلوقات، فكانت الجنّ تعمل بأمره وتحت سُلطته، وكانت تدّعي أنّها تعلم الغيب، فأراد الله -تعالى- أن يُبيّن لهم أنّهم لا يعلمون شيئاً من الغيب؛ وقد تمثّل ذلك في أنّه تَوفّى سليمان دون أن يعلم أحد بموته؛ إذ مات مُتَّكئاً على عصاه، والجنّ كغيرهم من جنود سليمان وخدمه ينظرون إليه ويظنّون أنّه حيّ، فيعودون لينهمكوا في أشغالهم التي كلّفهم بها حتى أكلت دابّة الأرض العصا التي يقف عليها سليمان، فسَقَط سليمان، وحينها فقط تيقّن الناس أنّ الجنّ لا يعلمون الغيب، وأنّهم لو كانوا يعلمون الغيب لَما لَبثوا على طاعتهم لسليمان مع عِلمهم بموته].]