الاحسان

  • خلق الاحسان

    المسلم بحق وصدق، الذي أسلم قلبه ووجهه لله، فقلبه لا يتقلب إلا في طلب رضا الله، ووجهه لا يقبل به راجياً ولا راغباً ولا طامعاً إلا في الله. [ لا ينظر إلى الإحسان وأنه خلق فاضل يجمل التخلق به فحسب ] لا. المسلم حقيقة الإسلام لا ينظر إلى الإحسان أنه خلق فاضل يجمل التخلق به وكفى [ بل ينظر إليه وأنه جزء من عقيدته ] جزء من عقيدة لا إله إلا الله محمد رسول الله [ وشقص كبير ] أي: قسط كبير [ من إسلامه؛ إذ الدين الإسلامي مبناه على ثلاثة أمور ] أي: على ثلاثة قواعد أو دعائم. ما هي؟ [ الإيمان، والإسلام، والإحسان ] فالإحسان إذاً جزء من العقيدة، وليس مجرد خلق. [ كما جاء ذلك في بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام ] كما جاء ذلك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم مع جبريل عليه السلام، إذ جاء جبريل ودخل المسجد وشق الصفوف، وانتهى إلى رسول الله، وجلس بين يديه وسأله عن الإيمان والإسلام والإحسان، فكان الإحسان الجزء الثالث من عقيدة المسلم. [ في الحديث المتفق عليه] بين البخاري ومسلم [ لما سأله عن الإيمان والإسلام والإحسان، وقال عقب انصرافه: (هذا جبريل أتاكم ليعلمكم أمر دينكم ) ] جاء في صورة خليفة بن دحية الكلبي ، وكان رجلاً من الأنصار ومن خيرة الرجال، حسن الوجه والقامة، فجاء جبريل في صورته، فلما سأل وانصرف قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: ( أتدرون من هذا؟! قالوا: لا. قال: هذا جبريل أتاكم ليعلمكم أمر دينكم ) [ فسمى الثلاثة ديناً ] هذه الثلاثة هي: الإيمان، الإسلام، الإحسان، إذ قال: ( ليعلمكم دينكم ).

    الأدلة على الأمر بالإحسان من الكتاب والسنة

    الإحسان في العبادات

    قال: [ والإحسان في باب العبادات: أن تؤدى العبادة أياً كان نوعها من صلاة أو صيام أو حج أو غيرها أداءً صحيحاً ] الإحسان في العبادة من الوضوء والغسل إلى الصلاة والصيام: أن تؤدى أداءً صحيحاً، ويراعى فيها كميتها وزمانها ومكانها وكيفيتها، فالإحسان في العبادات يكون بأدائها على الوجه الذي شرع الله عز وجل وبين رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك [ باستكمال شروطها وأركانها، واستيفاء سننها وآدابها، وهذا ما لا يتم للعبد إلا إذا كان حال أدائه للعبادة يستغرق في شعور قوي بمراقبة الله عز وجل، حتى لكأنه يراه تعالى ويشاهده ] هذه فقدناه وقد بينها الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا يمكن أن تحسن عبادتك- سواء كان في الوضوء أو كان في الصيام أو الصلاة أو أية عبادة- إلا إذا كنت حال فعلك لها تراقب الله عز وجل كأنه ينظر إليك، ومن ثم لا تستطيع أن تفسد فيها شيئاً أوتقدم أو تؤخر أو تعبث؛ حتى إذا رآك الفقيه قال لك: صلاتك صحيحة، (وذلك باستكمال شروطها) الوضوء له شروط، والصلاة لها شروط والصيام وهكذا [ أو على الأقل يشعر نفسه بأن الله تعالى مطلع عليه ناظر إليه؛ فبهذا وحده يمكنه أن تحسن عبادته ويتقنها، فيأتي بها على الوجه المطلوب والصورة الكاملة لها، وهذا ما أرشد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تره فإنه يراك ) ] هذا جواب الرسول صلى الله عليه وسلم لجبريل: ما الإحسان يا رسول الله؟ قال: (أن تعبد الله كأنك تراه). على سبيل المثال دائماً نقول: إذا كنت تعمل مع معلم وأنت بين يديه: هل تستطيع أن تخون أو تغش أو تخدع وأنت بين يديه تعمل؟! لا تستطيع، لكن لو غاب فإن ذلك ممكن، لكن ما دمت تراه بين يديك فستحسن عملك وتتقنه.

    إذاً: المرتبة الأولى: المرتبة السامية العالية- جعلنا الله من أهلها- أن تعبد الله كأنك تراه، فإن عجزت عن هذه المرتبة- وقل من يفوز بها- فلتعبده وأنت تعلم أنه يراك، وهو والله يراك، فمن عبد الله على إحدى الصورتين أتقن عبادته وأحسنها، ومن عبد الله وهو كأنه لا يرى الله، وهو لا يعلم أن الله يراه؛ فوالله لا يتقنها ولا يحسنها أبداً، وإذا لم تحسن تنتج؟ لا. أما إذا أتقنها فإنها تنتج الحسنات، وتزكي النفس وتطهرها، وتعمل فيها العجب بطهارتها

  • Facebook Twitter Google+


© Copyright 2015 Algazaly association powered by TD.COM.EG